المؤلف: ميغان آرتشر، بكالوريوس في التربية.
بحلول سن الخامسة، يكون معظم الأطفال قد اكتسبوا أكثر من 10,000 كلمة، وذلك ببساطة من خلال المحادثات واللعب في حياتهم اليومية. فخلق بيئة لغوية غنية ومليئة بالتفاعل والمعنى في السنوات المبكرة يُعد أساساً جوهرياً لتطورهم المستقبلي. ومع أن كل طفل يتطور بوتيرته الخاصة، وهذا أمر طبيعي تماماً، إلا أن اللغة تظل أداته الأولى لفهم العالم والتواصل مع من يحب.
اللغة هي الوسيلة التي يستخدمها الأطفال للتعبير عن مشاعرهم وسرد قصصهم ومشاركة أحلامهم وخلق روابط مع من حولهم. وتعزيز هذه المهارات يمنحهم الشعور بأنهم مسموعون ومفهومين، ويدعم بناء علاقات قوية مع الأسرة، والأصدقاء، والمعلمين، والمجتمع.
اللحظات اليومية تصنع فرقاً كبيراً
بعض من أقوى خطوات النمو اللغوي تحدث خلال اللحظات العادية تماماً، كالمشي نحو السيارة، أو الرد على أسئلة الطفل، أو الحديث عن خطوات إعداد وجبة.
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة يتخللها حديث متفاعل وثري منذ الصغر، يتمتعون لاحقاً بمهارات تواصل وقراءة وكتابة أكثر تطورًا.
وبحسب المؤسسة الوطنية للقراءة، فإن البيئة المنزلية الداعمة، حيث يتحدث الأهل مع أطفالهم، يقرأون لهم، ويلعبون معهم بانتظام، تترك أثراً بالغاً في تنمية مهاراتهم اللغوية مدى الحياة.
اكتشاف المواضيع اليومية التي تثير فضول الطفل، مثل الحيوانات أو السيارات أو زيارة الطبيب، يمنح الحوار عمقاً ومعنى، ويحوّل اللحظات العادية إلى فرص تعليمية ولغوية قيّمة.
اتبع فضول طفلك: لأن اللغة تنمو مع الشغف
من أسهل الطرق لدعم تطور اللغة عند الأطفال أن نُصغي لما يثير فضولهم ونبني عليه.
سواء كان طفلك مهتماً بالحيوانات، أو وسائل النقل، أو أبطال المجتمع مثل الأطباء والإطفائيين، فإن هذه المواضيع تمنحه فرصة للتساؤل، استخدام كلمات جديدة، والتعبير عن أفكاره ومشاعره.
حيث تتبنّى العديد من الموارد التعليمية، مثل صندوق رحلة، هذا الأسلوب التفاعلي المبني على مواضيع، وتقدّم أنشطة مرحة ومحفّزة تفتح باب المحادثة وسرد القصص.
توفر المواضيع إطاراً مرناً يوجّه الطفل دون أن يحد من خياله، مما يسمح له بقيادة التجربة والتعبير عن أفكاره بحرية وعندما يكون الطفل متفاعلًا ومندمجًا، تتطور لغته بشكل طبيعي، فهو يرغب في الشرح، والسؤال، والمشاركة. لا حاجة لخطط رسمية أو جلسات تعليمية تقليدية؛ فقط استجب لاهتماماته واندمج معه عندما تسنح الفرصة.
اللعب القائم على المواضيع، وسيلة طبيعية لتعزيز اللغة
الأطفال الذين يتعرضون لمجموعة واسعة من المفردات في مواقف الحياة اليومية غالباً ما يتمكنون من التعبير عن أفكارهم بشكل أوضح، وفهم الآخرين، والقراءة والكتابة بثقة أكبر.
الكثير من هذا يحدث من خلال اللعب. حتى عندما تكون الحياة مزدحمة أو روتينية، فإن المحادثات القصيرة أثناء الاستحمام أو في السيارة أو عند ارتداء الملابس تساهم في تطور اللغة.
على سبيل المثال، إذا كان طفلك يتظاهر بأنه طبيب أو رجل إطفاء، فهذه فرصة رائعة لنمذجة اللغة، وطرح الأسئلة، وتوسيع المحادثة بطريقة مرنة.
وعندما يدور اللعب حول موضوع محدد، مثل "مساعدة الآخرين" أو "الحيوانات" أو "الفضاء"، فإن اللغة تنمو في سياق مليء بالمعنى. يبدأ الطفل بربط الأفكار، وتوسيع مفرداته، وشرح ما يدور في ذهنه بطريقة تجعله يشعر بالفهم والتقدير.
بدلاً من السؤال: "هل هذا طبيب؟"
جرّب أن تقول:
"كيف يساعد الأطباء الناس؟" أو "ما أول شيء يفعله رجل الإطفاء عندما يكون هناك حريق؟"
مثل هذه الأسئلة تدعم مهارات الاستماع، وتبادل الأدوار في الحديث، وتزيد من ثقة الطفل باستخدام كلمات جديدة في محادثات حقيقية.
مثال:
الطفل: "أعطيتك دواء."
البالغ: "شكراً لك. أعطيتني دواء لأن حلقي يؤلمني."
أو: "هيا نتظاهر أن هذا مقياس حرارة، نستخدمه لنعرف إن كان أحدهم مصاباً بالحمى.
الهدف ليس فقط الاستعداد للمدرسة، بل بناء قدرة الطفل على التعبير عن نفسه، وفهم من حوله، والشعور بالأمان في تواصله مع العالم.
نصائح عملية لتعزيز اللغة لدى طفلك في الروتين اليومي
أفضل ما في الأمر؟ أنك على الأرجح تقوم بذلك بالفعل دون أن تدرك!
سواء كنتم تطبخون أو ترتبون الملابس أو تستعدون للخروج، استخدم لغة وصفية واطرح أسئلة تشجع الطفل على التفاعل: "نقوم بتقطيع الجزر الآن. هل تتذكر الخضار الذي استخدمناه أمس؟"
إذا كان مهتماً بالفضاء أو الديناصورات أو الحيوانات، فاقرؤوا كتباً معاً أو ارسموا أو ابتكروا قصصاً.
"إلى أين تعتقد أن هذا الصاروخ متجه؟"
"ماذا سيحدث لو عاش ديناصور في حديقتنا؟"
- استغل اللعب التخيلي في إثراء الحوار
شارك طفلك اللعب كشخصية ضمن القصة طبيب أو معلم أو بائع، وادعم المحادثة بمفردات وأفكار جديدة.
- غنّ معه وانسج الحكايات
الأغاني والقصص والأناشيد تساعد الطفل على اكتشاف الإيقاع والمعنى، وهي مهارات أساسية في طريقه إلى القراءة والكتابة لاحقاً.
- اخرجوا واستكشفوا العالم معاً
كل نزهة أو زيارة للمتجر فرصة لملاحظة وتسمية الأشياء من حولكم: "تلك الشجرة ضخمة! هل تعتقد أنها أكبر من منزلنا؟"”
المصدر: المؤسسة الوطنية للقراءة - الطفولة المبكرة ومهارات القراءة