اللعب القائم على التكرار

Repetitive Play
بقلم ميغان آرتشر

لماذا هذا مهم؟

هل وجدت نفسك من قبل تتساءل بداخلك: "ليس مجدداً.." عندما يقوم طفلك بتكرار فعله أو سؤاله، مثل، بينما يقوم  طفلك بصف السيارات نفسها أو يطلب القصة نفسها للمرة الخامسة في اليوم؟ من الطبيعي تماماً أن ترغب في تقديم ألعاب جديدة وتجارب مختلفة، ومن السهل أيضاً أن تتساءل لماذا يعود صغيرك مراراً إلى النشاط نفسه.

اللعب القائم على التكرار ليس دليلاً على أن الطفل عالق أو غير قادر على التقدّم، بل هو مؤشر على انغماسه العميق في اللعب، وهذا الانغماس هو ما يقود إلى التعلّم العميق.

عندما يكرر الأطفال اللعب أو الأفعال نفسها، فهم لا يملأون الوقت فحسب، بل يمارسون ويتدربون. هذا التكرار يساعدهم على بناء الثقة، وتقوية الذاكرة، وتنمية الشعور بالإتقان. كما يوفّر لهم مساحة مألوفة لاستكشاف أفكار جديدة، وتجربة ما يمكن أن ينجح، والتعلّم مما لا ينجح.

اللعب المألوف يمنح الطفل شعوراً بالأمان. فعندما يعرف ما ينتظره، يصبح أكثر استعداداً للمجازفة الصغيرة، وحل المشكلات، والتواصل مع الآخرين. وكما يشرح الباحث في مجال اللعب الدكتور ديفيد وايتبريد من جامعة كامبريدج: "في اللعب، يمكن للفرد أن يجرب سلوكيات جديدة، أو يبالغ فيها أو يغيرها أو يختصرها أو يبدل تسلسلها، أو يكررها مع تعديلات طفيفة لا تنتهي، وهكذا." هذا النوع من التكرار يعزز التعلم العميق من خلال منح الطفل وقتاً للتأمل والتعديل والنمو.

 

اللعب القائم على التكرار يعطي طفلك فوائد أكثر مما يمكنك تصوره!

الثقة بالنفس

عندما يعود الأطفال إلى النشاط نفسه، فإنهم يبنون ثقتهم بأنفسهم بهدوء. يتيح لهم التكرار التدرّب حتى يصبح الأمر سهلاً، مما يهيئهم لمواجهة تحديات جديدة حين يكونون مستعدين.

المهارات الذهنية

يساعد التكرار على تقوية الذاكرة، وملاحظة الأنماط، ودعم مهارات حل المشكلات، وبناء الوظائف التنفيذية مثل التركيز والتخطيط وضبط النفس.

اللغة

اللعب بالطريقة نفسها يعني سماع الكلمات نفسها واستخدامها مراراً، مما ينمي حصيلة الطفل اللغوية ويزيد ثقته في التعبير عن نفسه. وتشير الأبحاث إلى أن التكرار من أكثر الطرق فاعلية لمساعدة الأطفال على تعلم الكلمات الجديدة وحفظها.

إدارة المشاعر

اللعب المألوف والآمن يساعد الأطفال على ضبط انفعالاتهم. فحين يعرفون ما سيحدث، يشعرون بالسيطرة، ويحصلون على مساحة لطيفة للتدرب على التوازن العاطفي.

تنمية المهارات الاجتماعية

الألعاب التمثيلية، مثل "متجر البقالة" أو "حفلة الشاي"، غالباً ما تتكرر مرات عديدة. وفي كل مرة، يتدرب الطفل على مهارات اجتماعية مهمة، إذ تُظهر الأبحاث أن هذا النوع من الأدوار التمثيلية يساعد الأطفال على تبادل الأدوار، وفهم وجهات نظر الآخرين، وحل الخلافات البسيطة.

الحركة والتنسيق

تكرار الحركات البدنية مثل البناء أو التسلق أو السكب، يعزز القوة والتوازن والتنسيق، ويدعم المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة، ممهداً الطريق لمهام جسدية أكثر تعقيداً مستقبلاً.

عندما تشعر بالملل من هذا النوع من اللعب (وهذا يحدث أيضاً)

قد يصبح التكرار مرهقاً، خاصة إذا كنت منشغلاً بالكثير من الأمور. إذا شعرت بأنك فقدت الحماس، فإليك بعض الأفكار البسيطة التي قد تساعدك:

توقف وأعد النظر

ذكّر نفسك بأن ما تراه هو عملية تعلّم حقيقية. فكل كل تكرار يبني شيئاً مهماً في دماغ طفلك.

شارك، ولو لدقائق معدودة

خمس دقائق من الانتباه الكامل قد تكفي لتلبية حاجة طفلك للتواصل، وتساعده على إكمال اللعب بمفرده.

أضف لمستك بشكل بسيط

لا حاجة لتغيير كل شيء؛ أبقِ جوهر اللعب كما هو، وأضف شخصية جديدة أو صوتاً مضحكاً أو تحدياً صغيراً.

ضع حدوداً لطفلك بشكل لطيف

من حقك أن تقول: "مرة أخيرة، ثم سننتقل إلى شيء آخر." فالقواعد الواضحة والمحبة تمنح الطفل إحساساً بالأمان.

استرخ للحظة.

احتياجاتك مهمة أيضاً. استراحة سريعة قد تعيد إليك الصبر وأن تكون حاضراً ذهنياً.

في المرة القادمة التي يطلب فيها طفلك القيام بالنشاط نفسه مجدداً، تذكر أنه يتعلم وينمو ويؤسس قاعدة متينة لمستقبله. ما يبدو بسيطاً من الخارج يحمل الكثير من المعنى في عالمه. امنحه المساحة للتكرار والاستكشاف، فذلك جزء طبيعي وأساسي من نموه. فكل مرة يعيد فيها اللعب، يزداد شعوره بالثقة ويتعمق تعلمه ويشعر بالأمان الكافي لتجربة أشياء جديدة عندما يكون مستعداً.


المصادر

دايموند، أ. ولي، ك. (2011). التدخلات التي تدعم مهارات التفكير في
للأطفال من عمر ٤ إلى ١٢ عامًا. نُشر في مجلة العلوم.

سبانيولا، م. وفيسي، ب. هـ. (٢٠٠٧). الروتين العائلي يُساعد الأطفال الصغار على النمو والتعلم. نُشر في مجلة "الرضع والأطفال الصغار".

ليلارد، أ. س. وآخرون (٢٠١٣). ما يمكن أن يفعله (وما لا يمكن أن يفعله) اللعب التظاهري في نمو الأطفال. نُشر في النشرة النفسية.

وايتبريد، د. (٢٠١٢). أهمية اللعب. تقرير من جامعة كامبريدج.

قراءة التالي

10 Activities to Do at Home This Summer with Your Child
Think Your Child is Too Young or Not Ready for Nursery? Here’s an At-Home Alternative